غابه أوكيغاهارا ..........بيت لاشباح الموتى او غابه الانتحار
اشتهرت الغابة عبر الأساطير اليابانية بأنها بيت لأشباح الموتى. كما أصبحت الغابة في السنوات الأخيرة معروفة عالميا باسم "غابة الانتحار"، لكونها قبلة للمنتحرين حيث تشهد أدغالها سنويا العديد من عمليات الانتحار مما جعل الحكومة اليابانية تشكل منذ سنة 1971 دوريات سنويا للبحث عن جثث المنتحرين وانتشالها. حيث وصل عدد المنتحرين فيها حتى الأن إلى حوالي 500 شخص. وسبق للحكومة أن انتشلت 78 جثة في سنة 2002 وحدها، الأمر الذي دفعها إلى وضع كاميرات ليلية لمعرفة ما يحدث بداخلها في الليل وذلك ما ظهر في الكاميرات في الغابة بالليل. لذلك وضعت العديد من الإشارات في بعض ممراتها الرئيسية لتنبيه المنتحريين
تقبع غابة اوكيغاهارا عند سفح جبل فوجي المقدس الموجود ب اليابان، وتتميز هذه الغابة بكثرة أشجارها التي شكلت مظلة ضخمة جعلت الغابة بأكملها مظلمة ومحجوبة عن الشمس،
وتدور حول غابة اوكيغاهارا العديد من القصص المخيفة منذ زمن قديم مما جعل الناس يرهبونها
غابة العفاريت :
غابة العفاريت هو اللقب الذي أطلقة بعض اليابانيين على غابة اوكيغاهارا، وليس السبب في هذه التسمية هو كون الغابة مظلمة ومخيفة فقط، بل لإرتباطها في الماضي بتقليد يسمى ” تقليد أوباستي “، وفيه كان يتم أخذ المرضى والضعفاء وكبار السن من أفراد عائلتهم وتركهم في تلك الغابة ليلاقوا مصيرهم، وكان الهدف من ذلك التقليد هو حماية باقي أفراد العائلة من الموت جوعًا من خلال إنقاص عددهم .
يقال أن أولئك الضحايا كانوا يموتون ببطء شديد وبعد عذاب طويل مع الجوع والبرد والخوف، والبعض منهم كان يقرر أن يسلب روحه بيده اختصارًا لطريق العذاب، حيث كانوا يقومون بتجميع أطراف ثيابهم وربطها كالحبل ثم يشنقون أنفسهم بجذع شجرة، ويؤمن بعض اليابانيون أن أرواح هؤلاء الضحايا لازالت تجوب الغابة، وأن غضبهم الناتج عن الغدر والظلم الذي حاق بهم حولهم إلى أرواح شريرة تسعى للانتقام من البشر .
الرعب والغموض فى هذه الغابه لم يتوقف عند هذا الحد . فمنذ عقود طويلة والناس يأتون إليها من كل حدب لكي يقدموا على الإنتحار، حيث أشارت الإحصاءات الرسمية أن هناك أكثر من مائة شخص ينتحرون بهذه الغابة بشكل سنوي، وكأن غابة اوكيغاهارا هي مأوى للمنتحرين !
أغلب المنتحرين كانوا يفضلون الموت شنقًا على جذع شجرة، وآخرين كانوا يتناولون جرعة زائدة من العقاقير والمخدرات، كما أن الكثير منهم كان يحضر معه نسخة من كتاب ” الدليل الكامل للانتحار ” الذي يعرض أساليب مختلفة للانتحار ومدى فاعليتها وتسببها للألم للفرد والوقت الذي تستغرقه كل وسيلة .
حاولت الحكومة اليابانية منع انتشار هذه الظاهرة بشتى الطرق، حتى وصل بها الأمر إلى نشرت لافتات تحذر الناس من الموت بهذه الغابة ، ولكن ومع الأسف مازالت المشكلة قائمة .
وفى محاولات لمعرفه سبب الانتحار كانت عده نظريات
، النظرية الأولى ترجع السبب إلى رواية يابانية تسمى ” برج الأمواج ” تم نشرها في الستينات وكانت تدور حول بطل وحبيبته قررا الانتحار في غابة اوكيغاهارا، إلا أنه ثبت فشل هذه النظرية نظرًا لوجود هذه الظاهرة قبل صدور تلك الرواية .
النظرية الثانية ترجح أن التربة البركانية التي تتشكل منها الغابة تؤثر على تفكير وسلوك الناس، وتدفعهم بشكل ما للتفكير في الإنتحار،
النظرية الثالثة تقول أن ظاهرة الانتحار نفسها هي ظاهرة منتشرة بكثرة في اليابان، وليس لها أي علاقة بالغابة، حيث أن اليابان هي واحدة من أكثر الدول التي تمتلك معدلات مرتفعة ف نسب الانتحار، كما أن البعض يرى أن الانتحار هو جزء من الثقافة اليابانية، فقد كان محاربو الساموراي قديمًا ينتحرون علنًا باستخدام سيوفهم لكي يحافظوا على شرفهم .
واخيرًا يرجح بعض الروحانيون أن السبب يعود إلى أن تلك الغابة مسكونة، وذلك نتيجة لقرون طويلة من الغضب والحزن الذي سكنها، مما جعل أرواح هؤلاء المساكين تجوب المكان وتبحث عن الانتقام، وكل من يزور هذه الغابة يكون ضحية لهم، فالبعض كان يقصد الغابة لأغراض شتى غير الانتحار، إلا أنهم ضلوا طرقهم وأبتلعتهم أغصان الغابة وكانت نهايتهم مفجعة .
وعلى كل حال فإن الحقيقة لازالت مجهولة، ولا أحد يعلم حقًا لماذا أصبحت تلك الغابة مقبرة الرعب والأشباح .
تعليقات
إرسال تعليق
اهلا بكم ونرجو ان نكون قد حوزنا على اعجابكم