العائدون من القبور 3


وبعد عده ايام ..سمعت ليزا ابنتها الصغرى ساندى وهى تتحدث مع الخادمه ميرا وتقول لها...( لقد طلبت من بولو ان يعلمنى العزف على البيانو وقد وافق ووعدنى ان يعلمنى ..).
فدخلت ليزا الغرفة ...وسألت ميرا ...(من هذا بولو الذى تتحدث عنه ساندى دوما !!!؟؟؟  هل هو موجود بيننا حقا ..هل هو من كان يعزف على البيانو  ليلا .. !!؟؟؟؟)
فردت ميرا ...وقالت فى تردد  ..(.سيدتى ..اقترب موعد رحيلنا فنحن دخلاء علي السكان الجدد ..)
فصرخت ليزا ..وقد انتابها نوبه صراخ ...وقالت (هل جننت ايها العجوز ..ماذا تقولين !!!  انه بيتى وبيت اجدادى .كيف تجرؤين ايتها الوقحه ...انا لا افهم ماذا تقصدين! ...ان ساندى تتخيل اشياء لا وجود لها )...واخذت تصرخ وتنادى فى انحاء المنزل ..بولوووو ...بولوووو ....
فلم يرد عليها احد غير صدا صوتها ...فقالت ( ارأيتى ايها العجوز ...لا وجود له ..... )

ومرت الايام وما زالت ساندى تتحدث عن بولو ...

وفى ذات الايام استيقظت ليزا من النوم فوجدت جميع النوافذ مفتوحه و الستائر غير موجوده   واشعه الشمس تنتشر فى البيت كله ...فصرخت ونادت ميرا وقالت من فعل هذا .!!؟؟  ...الم تعلمى ان اشعه الشمس تؤذى  اطفالى .؟؟؟ ..لم تجب ميرا .وظلت صامته ..ثم ذهبت ليزا مسرعه لغرفه اطفالها  فوجدتهم يصرخون ويتألمون من اشعه الشمس ....فاحتضنتهم بقوه .....

ثم  تفاجأت ليزا عندما وجدت اشخاص غرباء تدخل عليهم الغرفه ومعهم ابخره  و دخان كثيف  ...وكانوا يتكلمون بلغه غريبة وكلام غير مفهوم ...فحاولت ليزا ان تسالهم ..من انتم ...؟؟؟ ولكنهم لم ينظروا تجاهها وكأنهم لم يرونها ...فتعجبت ليزا ......وحاولت ان تخرجهم ولكنها لم تستطع ..فقد كادت  ان تختنق هى واطفالها من الدخان فخرجت مسرعة من الغرفه وذهبت لميرا تتوسل اليها وتسالها ..ماذا يحدث هنا !!!؟؟؟؟ من هؤلاء ؟؟!!!!!!
فردت ميرا قائلا وهى باكيه( ..يجب ان نرحل سيدتى فالوقت قد حان .)..
فصرخت ليزا بجنون قائله ..(.الى اين ؟؟؟؟)
فقالت ميرا 
 (يجب ان نذهب الى مكان قريب   اولا ...ثم اخبرك بكل شئ ...)
فخرجت ليزا واطفالها مع ميرا  ..حتى وصلا الى المقابر ...وهناك توقفت ميرا امام قبرا من القبور واشارت باصبعها اليه ......فنظرت ليزا للقبر  ووقفت تحدق بما كتب عليه وهى لا تصدق عينيها حيث  رات اسمها قد حفر عليه .
( ليزا الفريد   1860- 1886)..
فاندهشت وكادت ان تفقد الوعى   ثم رات بجانبه قبر صغير وقد حفر عليه اسماء اطفالها ساندى و بلا .....


ثم اخرجت ميرا صورة من معطفها وقالت ...
 (هذه الصورة لم تشاهديها  بعد سيدتى)   واعطتها لليزا ..فنظرت ليزا للصورة..ثم فتحت عينيها وصرخت ...(ماهذا انها صورتى مع اطفالى وانت ...ونحن ....ميتون .....مااااا هذا يا ميرا !!!)
فردت ميرا .(.هذا ما كنت احاول اخبارك به سيدتى   منذ زمن بعيد ...حيث انك بعد غياب زوجك وبعد ان جاءك خبر وفاته فى الحرب  فقدتى عقلك واصبتى بالجنون ...واشعلتى النيران فى انحاء ة المنزل دون وعى ..حيث اختنقنا جميعا ومتنا مختنقين ...فنحن الان ارواح تسكن المنزل واصحاب المنزل الجدد من البشر يودون ان يتخلصوا منا ...)....
فخرت ليزا على الارض باكيه واطفالها فى حضنها .وهى فى زهول 
....وفجأه وجدت امامها احد يمد يده لها ..فنظرت فى خوف ..فوجدته زوجها اقصد روح زوجها المتوفى الذى مات فى الحرب ...ففرحت  ليزا لعودته كثيرا .واخذت تبكى و هى  تحتضنه مع اطفالها 
ثم قال لها( يجب ان نرحل يا ليزا .....فلن يتركنا البشر نعيش فى سلام هنا ...)









تعليقات