شجر الدر الملكة التى تمكنت من الإطاحة بأيبك وأقطاى وأجبرت لويس التاسع، بعد أن هزمت جيوشه، على دفع فدية 800 ألف دينار
وكانت قد لقبت نفسها فى وثائق الدولة الرسمية باسم «أم خليل»
وهى مملوكة الملك الصالح وخادمة خليفة المسلمين فى بغداد
وحكمت مصر ثمانين يوماً، بمبايعة المماليك والأعيان.
نقش اسمها على الدراهم والدنانير وأصبحت الأحكام تصدر باسمها
كانت شجر الدر جارية حظيت بإعجاب الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى اشتراها ولقبها بشجر الدر
واختلف المؤرخون فى تحديد جنسيتها إذا كانت تركية أو جركسية أو رومانية أو أرمنية فلم تكن كباقى الجاريات بل تميزت بالذكاء الحاد والفطنة والجمال وإجادة القراءة والخط والغناء وحظيت عنده بمنزلة رفيعة فأعتقها وأصبح لها الحق فى أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله وصاحبة الرأى ثم أصبحت الشريكة الشرعية وأنجبت منه ابنها خليل ولكنه توفى
وأثناء الحملة الصليبية على مصر توفى الملك الصالح فأخفت شجر الدر نبأ وفاته تفاديا لما قد يحدثه خبر وفاته من بلبلة فى الدولة ويؤثر فى معنويات الجند وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة
ولقبت باسم «المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين» وقبضت شجرة الدر على زمام الأمور
وكان أول عمل لها هو تصفية الوجود الصليبى فى البلاد وانتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذى كان أسيرا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله ومن معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار يدفع نصفها قبل رحيله والباقى بعد وصوله إلى عكا مع تعهد بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية
غير أن الأمر لم يدم لشجر الدر حيث كتب الخليفة المستعصم لمصر يقول: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا»
فتنازلت شجر الدر عن العرش لتجنب البلاد المحن والفتن – للأمير عزالدين أيبك بعد أن تزوجته لتحكم قبضتها على الحكم من خلال سيطرتها عليه فأرغمته على هجر زوجته الأولى أم ولده المنصور على وحرمت عليه زيارتها خوفا من أن يرث ابنه الحكم
ولكن عزالدين أيبك بعد أن أحكم قبضته على الحكم بدأ فى اتخاذ خطوات للزواج من غيرها وهى ... بنت بدر الدين لؤلؤ» صاحب الموصل
فغضبت شجر الدر ودبرت مؤامرة للتخلص منه حيث لقى حتفه هناك فى 1257م وأشاعت أن المعز لدين الله أيبك مات فجأة بالليل
ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى زوجة عزالدين أيبك التى أمرت جواريها بقتلها بضربها بالقباقيب على رأسها وألقين بها من فوق سور القلعة ولم تدفن إلا بعد أيام، كان هذا فى الثالث من مايو 1257.
تعليقات
إرسال تعليق
اهلا بكم ونرجو ان نكون قد حوزنا على اعجابكم