قد يتناقض المؤرخون فى سرد الحقائق حسب مصالحهم ومما قاله المؤرخون عن
الحاكم بأمر الله الفاطمي
انه مدعي الربوبية
، سادس من تولى من خلفاء الدولة الفاطمية،
كان نظام الحكم في الدولة العبيدية يقوم على أن يتولى الولد الأكبر لكل خليفة الأمر من بعده، مهما كان سنه أو عقله أو دينه، وهذا النظام أدى لظهور أعجب حاكمٍ لبلد مسلم على مر التاريخ، والذي جمع بين كل المتناقضات والمتضادات في آن واحد وصار يُضرب به الأمثال في الخرف واللامعقول.
هو الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور بن العزيز نزار بن المعز الفاطمي
ولد سنة 375هـ، وتولى الأمر بعد وفاة أبيه العزيز بالله سنة 386هـ،
وكان في الحادية عشرة من العمر، فدبر شئونه رجال أبيه أمثال «براجون» و«الحسن بن عمارة» وقام بمهمتها خير القيام، فلما اشتد ساعد الحاكم قتلهما حتى لا يشاركه أحد في الحكم، فكانت هذه أول أعماله الخبيثة التي تكشف عن سوء طويته.
كانت شخصية الحاكم متناقضة، ، ولذا تميز عهده بغرابة أطواره، والذي تمثل بإصداره للعديد من القوانين الغريبة مثل تحريمه أكل الملوخية، وأمره الناس بالعمل ليلًا، والنوم نهاراا .. وعدم دبح الابقار الا فى العيد الاضحى فقط .. وكان يامر بقتل النساء ووضعهم فى صناديق واغراقهم فى البحر ......
، بل امتدت لأهل الكتاب، فقد أمر سنة 398هـ بتخريب كنيسة القيامة ببيت المقدس،
وأجبر اليهود والنصارى على الدخول في الإسلام أو الرحيل عن البلاد، فهاجر كثير منهم إلى أوروبا وبيزنطة،... ثم عاد وأباح لهم الرجوع لدينهم وتعمير كنائسهم التي خربها
ومن قبائح اعماله .... أنه بنى المدارس، وجعل فيها الفقهاء والمشايخ... ثم قتلهم وخربها،
وألزم الناس بإغلاق الأسواق نهارًا، وفتحها ليلًا، فامتثلوا ذلك دهرًا طويلًا ، وبعدها أعاد الناس إلى أمرهم الأول.
وكان الحاكم بأمر الله بنفسه يدور في الأسواق على حمار له، وكان لا يركب إلا حمارًا،
كان الحاكم .... يدعو الناس لعبادته من دون الله، ، وذلك بمساعدة رجلين من الفرس: الأول محمد بن إسماعيل الدرزي، والثاني الحسن بن حيدرة الفرغاني وذلك سنة 408هـ،
فأنشأ مركزًا اسماه «دار الحكمة»
، ثم بدأ في الجهر بدعوته الكفرية
فأمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا على أقدامهم صفوفًا إعظامًا لذكره، وكان يُفعل ذلك في سائر ممالكه حتى في الحرمين،
وقد أمر أهل مصر على الخصوص، إذا قاموا خروا سجودًا، له
ورغم أفعاله الشريرة الكثيرة كان للحاكم أمران جيدان وهما: تحريم الخمر، ومنع النساء من الخروج والاختلاط بالرجال بالأسواق. وله في ذلك أخبار طريفة ونوادر عجيبة.
واشتهر الحاكم باستسهاله سفك الدماء، وقدر بعض المؤرخين عدد قتلاه بحوالي ثمانية عشر ألف قتيل، فكان يفتك دائمًا بوزرائه، ويقتلهم شر قتلة، فيعين أحدهم في منصبه ثم يقتله، ويعين آخر، فلا تمضي فترة بسيطة إلا والمعين الجديد يتخبط في دمه، وقد قتل من العلماء والكتاب ووجهاء الناس ما لا يُحصى عدده.
وذهب أكثر المؤرخين إلى أنه كان شاذ الطباع، مريض العقل، يأتي بأعمال تدل على الجنون.
ولكن بالنظر إلى مدة حكمه، حيث حكم من سنة 386 إلى سنة 411 هـ، يظهر ؛ لأنه من الصعب أن يبقى في الحكم شخص مجنون مدة تصل إلى خمس وعشرين سنة.
بل كان سلوك الحاكم بأمر الله على تلك الصور يرجع إلى تأثير فكرة الألوهية، وأن كل ما صدر عنه من أعمال إنما كان بدافع ..... تأليهه، خصوصًا أنه تولى الحكم وهو صغير السن، ، فكان يطمح إلى أكثر من الملك.
نهاية الحاكم بأمر الله:
شغف الحاكم بأمر الله في السنوات الأخيرة من حكمه بالتجول ليلًا عند جبل المقطم بالقاهرة، فكان ينظر في النجوم، ويخلو بنفسه، وكانت نهاية الحاكم متسقة مع المسار الغريب لحياته.
عندما اتهم اخته «ست الملك» بالفاحشة وهددها بالقتل، فدبرت قتله مع أحد الأمراء واسمه «طليب بن دواس» واتفقا على الفتك به أثناء خروجه ليلة 27 شوال سنة 411هـ، فكلف «طليب» اثنين من عبيده أن يترصدا للحاكم أثناء خروجه لرؤية منازل القمر والأبراج، حيث كان الحاكم شغوفًا بالنظر في النجوم، وبالفعل قام العبدان بذبح الحاكم في 27 شوال سنة 411هـ،
، وظل الناس يبحثون عنه عدة أيام ثم أعلنوا موته بعدها، وفرح الناس بموته فرحًا شديدًا.
تعليقات
إرسال تعليق
اهلا بكم ونرجو ان نكون قد حوزنا على اعجابكم